الأحد، 28 نوفمبر 2010

التكنولوجيـا الحديثـة في المجـالات العسـكرية

التكنولوجيـا الحديثـة في المجـالات العسـكرية
1-2-2005

شهدت الجيوش الحديثة تطوراً كبيراً في مختلف ميادين التسلح، فالتطورات التكنولوجية المدهشة والمتلاحقة، أدت الى بروز أجيال جديدة من الأسلحة، أو إلى زيادة قدرة وفعالية أخرى كانت موجودة. هنا نظرة في أبرز التطورات التكنولوجية في مجالات التسلّح براً وبحراً وجواً.
القوات البرية:
دبابات ومدرعات أكثر رشاقة والمدفعية تجاريها في التطور

سننظر الى القوات البرية بشكل منظومة متكاملة تعمل بتناسق بين مختلف أنواع معداتها لتصل الى تحقيق النصر، بالتعاون الوثيق مع سلاح الطيران وأحياناً مع السلاح البحري بحسب مسرح العمليات وامكانات الدولة.
أما أبرز أوجه التطور التي لحقت بأنـواع الأسلحة البريـة فسنبرزها من خلال إلقاء نظرة على: المدرعات، والعربات المدرعة، والمدفعية، وتجهيزات وحدات المشاة، ومنظومات الدفاع الجوي، والحرب الالكترونية والاتصالات، وأسلحة الدعم واللوجستية، والطوّافات.
المدرعات:
مع زوال خطر الاتحاد السوفياتي وبالتالي المواجهات الكبيرة بالسلاح المدرع، بات التوجه الى جعل الدبابة أكثر رشاقة وليونة لمواجهة الأخطار المتزايدة عليها في ميدان المعركة (صواريخ جو ارض - صواريخ م/د - دبابات - قذائف مدفعية - ألغام...). لذلك، ينصب التركيز على استخدام التكنولوجيا لتطوير ما يلي:
- دروع مركبـة أكثر قـوة تقاوم قدرات الخرق المتزايدة للأسلحة م/د، وفي الوقت نفسه أخف وزناً، لكـي لا تشكـل عائقـاً على حركـة الدبابة.
- محركات تؤمن قدرة دفع أكبر، مع اعتمادية أعلى واستهلاك أقل للوقود، وبالتالي صيانة أقل وأسهل.
- نظام بالستي متكامل (حاسوب - تسديد - رؤية ليلية - موازنة - قياس مسافات...) يسمح بتحقيق نسبة اصابة عالية من الطلقة الأولى لمختلف أسلحة الدبابة.
- تطوير أنظمة سلاح - ذخيرة، تؤمن فعالية قصوى للدبابات الحديثة، وقد اعتمـد الغربيـون العيار 120 ملم والشرقيونالتكنولوجيـا الحديثـة المجـالات العسـكرية العيار 125 ملـم، مع مجموعة متكاملـة من القذائـف لمعالجة مختلـف أنواع الأهداف.
- نظام اتصال وسيطرة متطور، يسمح لأطقم الدبابات بتأمين الاتصال ومعرفة أماكن تواجد الوحدات الصديقة في مختلف مراحل المعركة.
- تطوير أنظمة لحماية الدبابات من الأجيال الجديدة للصواريخ، ولعـلّ الروس هـم الأوائـل في هذا الميدان بإطـلاق نظـام «شتورا» للدفـاع السلبي - الإيجـابي ضد كافـة أنـواع الصواريـخ م/د.
- تحسين الأنظمـة الميكانيكية للدبابة بشكل عام على نحو يخفف ما تسببه لأطقمها من إرهاق نفسي وجسدي.
- تطوير أنظمة حماية «NBC» في مختلف أنواع المدرعات.
العربات المدرعة (المدولبة والمجنزرة):
استفـادت هذه الفئة من الآليات من التطويرات التكنولوجية اللاحقة بالدبابات وخصوصاً على صعيد التدريع والمحركات وأجهزة التسديـد والتصويب والحماية «NBC» والاتصالات. أما النقلة النوعية في هذا الميدان فأتـت بظهور سلسلـة كاملـة من الآليات المتنوعة والمدمجة بالأسلحة م/د وم/ط والمدافع الرشاشـة (20-25-30 ملم) والهـواويـن. حتى ان بعض الشركات قامت بتركيب أبـراج فيهـا مدافع عيار 120 ملم على هـذه المدرعات بحيـث باتت حـلاً اقتصادياً ممتـازاً للدول غير القـادرة على اقتناء الدبابات. وكذلك برزت عدة أنواع من الآليات وقد ركبت عليها أنظمة دفاع جوي، رادارات دفاع جوي، رادارات إدارة نيران المعركة البرية وأجهزة اتصال...
ولعلّ الميزة الأساسيـة لهذه الآليات على الدبابات هي خفة وزنها وامكانية نقلها جواً بالطائرات وقلة تكاليف اقتنائها مقارنة بالدبابات، وسهولة تحويلها لاستعمالها في مهام مختلفة (نقل ذخيرة، إخلاء، قتال، نقل، قطر وحفظ أمن...).
المدفعية:
لم تستثنَ وحدات المدفعية من التطوير الذي لحق بالقوات البرية. أما أبرز التوجهات فهي على الشكل الآتي:
- تطوير وحدات المدفعية الذاتية الحركة، بحيث تكون قادرة على مواكبة الآليات المدرعة.
- التحول نحو عيار 155 ملم/52 للمساهمة في زيادة المدى.
- تطوير أصناف جديدة من الذخائر تصل الى مدى أبعد وبدقة أكبر وتكون قادرة على التعامل مع المدرعات.
- العمل على تطوير راجمات الصواريخ لتحقيق مدى أبعد ودقة أكبر.
- العمل على خلق صنف جديد من المدفعية الذاتية الحركة قائم على نظام منقول على شاحنات، بحيث يكون أقل ثمناً من الأنظمة المدرعة وأسهل نقلاً بالطائرات (نظام سيزار الفرنسي 155 ملم - موبات 105 ملم فرنسي).
- زيادة فرص البقاء للمدفعية المتطورة بتحديث فوهاتها وذخيرتها وتحسين الأنظمة الهيدروليكية فيها، لتحسين قدرتها على الارباض والرحيل بسرعة كبيرة.
- أنظمـة ادارة نيران مرتبطـة بشبـكـات القيـادة ورادارات كشـف الأهداف المعاديـة وتوزيعهـا على وحـدات المدفعية للاشتباك معها.
- تزويد مختلف وحدات المدفعية بأجهزة تحديد الموقع، بالإضافة الى تحديث أجهزة مراقبي المدفعية ومحددي الأهداف بحيث يتم تعيين الأهداف بسرعة قياسية وبدقة.
تجهيزات وحدات المشاة:
ربما يكون عنصر المشاة اليوم في أوج قوته، فهو بالإضافة الى عمله تحت حماية عرباته المدرعة وأسلحتها بات مدججاً بمجموعة من الأسلحة الفردية القادرة على التعامل مع مختلف التهديدات، ويمكن أن يحمل مجموعة متنوعة من الأسلحة الآتي ذكرها:
- أسلحة فردية م/د تطلق من الكتف وقادرة على التعامل مع مختلف أنواع الدبابات، ويمكن إطلاقها حتى من الأماكن الضيقة والمغلقة، ويتراوح مداها بين 50 و800 م.
- أسلحة م/د متوسطة وبعيدة المدى تحمل أو تركب على الآليات ويصل مداها الى 10 كلم.
- أسلحة م/ط خفيفة تطلق من الكتف وتؤمن حماية حتى مدى 3 الى 5 كلم.
- بنادق قتالية حديثة باتت مزودة بمناظير رؤية ليلية أو حرارية أو مكبرة، وأجهزة تعيين مسافات.
- أنظمة اتصالات فعالة حتى مستوى كل عنصر ضمن الرهط.
- أنظمة تحديد الموقع «GPS» والملاحقة.
- مجموعة متكاملة من الرمانات البندقية واليدوية.
- بنادق قتال من العيار الكبير (12.7-20 ملم) القادرة على التعامل مع الأهداف الثمينة والبعيدة.
- مجموعة متكاملة للحماية الباليستية (خوذ - دروع...).
- ألبسة وتجهيزات للعمل في ظروف «NBC» (قناع - ألبسة - مجموعة من اللقاحات...).
منظومات الدفاع الجوي:
كما بات واضحاً من مختلف الحروب الحديثة، فإن القوات البرية لا يمكن أن تعمل من دون غطاء جوي فعال، وهذا الدفاع بات اليوم مرسوماً بصورة أوضح ويتألف بشكل عام من:
- أجهزة رادار تعمل على موجات مختلفة وأنماط متعددة قادرة على كشف الأهداف الجوية وتأمين الإنذار.
- مراكز إدارة عمليات دفاع جوي مركزية (أساسية وبديلة) أو موزعة على كامل قطاع المعركة لإدارة الاشتباك مع الأهداف الجوية.
- شبكة صواريخ متعددة الطبقات: بعيدة المدى على مستوى البلد بشكل عام، متوسطة المدى على مستوى الوحدات العملانية، قصيرة المدى على مستوى الوحدات التكتية.
- أنظمة مهجنة (صواريخ/مدافع) للدفاع عن الوحدات التكتية والأهداف الحساسة والثمينة.
- المدافع المضادة للطائرات المرافقة للوحدات البرية في تحركاتها للدفاع عن الأهداف الحساسة.
ويترافق كل ذلك مع اجراءات الكترونية الى اجراءات التمويه والدفاع السلبي.
الحرب الالكترونية والاتصالات:
الحديث في هذا المجال ينطبق على المنظومات البرية والبحرية والجوية، وإن كان كل منها يستعمل معدات تتلاءم مع حاجاته ولكنها بشكل عام تشمل:
- الاجراءات الالكترونية المضادة (ECM: Electronic Counter Measure) لتضليل أجهزة العدو الالكترونية والتشويش عليها.
- الاجراءات الالكترونية المضادة للاجراءات الالكترونية المضادة (ECCM: Electronic Counter Counter Measure)، ومهمتها الرد على الاجراءات الالكترونية المضادة وحماية حق الوحدات الصديقة باستخدام الطيف الكهراطيسي وتفادي هجمات العدو المدارة الكترونياً.
- اجراءات الدعم الالكتروني (ESM: Electronic Support Measure)، وهي استخدام بصمة نظام الكتروني للاطلاع على نظام قتال العدو الالكتروني، بما في ذلك أنظمة ومواقع أجهزته وقدراتها.
- كبت دفاعات العدو الجوية (SEAD: Saturate Enemy Air Defense) وهي اجراءات مادية والكترونية تهدف الى تحييد راداراته وصواريخه ودفاعاته واضعافها للوصول الى اسكاتها أو تدميرها بالكامل.
- الاجراءات المضادة للقيادة والسيطرة والاتصال (C3CM: Command Control Communicate Counter Measure) وهي أعمال تهدف الى الحيلولة دون حصول العدو على معلومات وتدمير شبكة القيادة والسيطرة والاتصال لديه.
- تأمين شبكات اتصال استراتيجية وعملانية وتكتية أساسية وبديلة (سلكية - لاسلكية - ألياف بصرية...).
- أجهزة اتصال تعمل بأنماط مختلفة تؤمن اتصالات مأمونة للوحدات الصديقة.
- شبكة فعالة للقيادة والاتصال والسيطرة تؤمن السرعة في: جمع المعلومات، تحليلها، تقييمها واعادة توزيعها، للاستفادة منها على صعيد الوحدات التكتية.
- امكانية الاتصال عامودياً (الوحدات الأعلى والأدنى) وأفقياً (الوحدات المتجاورة).
أسلحة الدعم واللوجستية:
لمواكبة تطور الأسلحة المذكورة سابقاً تم تسخير التكنولوجيا الحديثة لتطوير وابتكار أنواع جديدة من المركبات التكتية واللوجستية أخف وزناً وذات قدرات أكبر بكثير من السابق، وأبرز ما تم في هذا الإطار:
- سلسلة كاملة من العربات الهندسية (نزع ألغام - جسور متحركة - مساعفة...).
- سلسلة كاملة من العربات التكتية (4×4 - 6×6 - 8×8 ناقلات دبابات، شاحنات، عربات جيب...).
- سلسلة كاملة من العربات اللوجستية (صهاريج وقود - مياه - مطابخ - عربات نقل ذخيرة...).
- تحسين الخدمات الطبية بشكل كبير وملحوظ، اذ تم تطوير وتجهيز الجيوش الحديثة بمستشفيات ميدانية قادرة على اجراء معظم العمليات الجراحية في الميدان.
الطوافات:
يمكن أن يستغرب البعض ذكر الطوافات ضمن منظومة القوات البرية، ولكن في الواقع وضعت معظم الدول الحديثة هذا النوع الفعال من السلاح بإمرة قيادة جيوشها البرية نظراً إلى الترابط الوثيق بين عمل الوحدات البرية والطوّافات. أما التطويرات التي لحقت بالطوافات على مختلف أنواعها (نقل - قتال - استطلاع - رصد وإنذار...) فقد شملت:التكنولوجيـا الحديثـة المجـالات العسـكرية
- المواد المستعملة في صناعة هذه الطوافات، إذ بات الاعتماد على المواد المركبة الأكثر مقاومة وصلابة من المعادن والأخف وزناً وذات البصمة الرادارية الأقل.
- الالكترونيات المستعملة على متن الطوافات والتي باتت توازي تلك المستعملة في الطائرات المقاتلة، والتي تزيد من قابلية الطوافة للبقاء في أرض المعركة وتسمح لها بالقتال ليلاً ونهاراً وفي مختلف الظروف المناخية.
- تزويد الطوافات بسلسلة متنوعة من الأسلحة تسمح لها بالاشتباك مع مختلف الأهداف حتى مسافة 10 كلم (صواريخ م/د - قذائف غير موجهة - مدافع رشاشة...) وبات باستطاعتها مقاتلة طوافات أخرى بصواريخ جو-جو.
- تزويد معظم الطوافات بمحركين لزيادة قابليتها على البقاء بالإضافة الى خفض بصمتها الحرارية عبر حلول هندسية مبتكرة.
- تزويدها بمجموعة متكاملة من الأنظمة الالكترونية للرصد والانذار والتدابير المضادة للصواريخ المطلقة ضدها (تشويش - عصائف...).
المنظومة الجوية:
قدرات عالية في التخفي والمناورة
وطائرات من دون طيار

منـذ نشأتـه ارتبـط السلاح الجـوي بالتكنولوجيا ارتباطـاً وثيقاً نظراً إلى استخدام أحدث ما توصل إليه العلم في هذا الميـدان، وبات من شبه المؤكد أن من يسيطر على السماء يحسم المعركة العسكـرية. لذلـك، تولي معظم الدول اهتماماً التكنولوجيـا الحديثـة المجـالات العسـكرية خاصاً بأسلحتها الجوية وتنفـق الحصة الكبرى من ميزانياتها الدفاعية على هـذا القطـاع وتطويـره، ولعلّ أبـرز مظاهـر هذا التطويـر تتركز حول:
- امتلاك طائرات قدرات شبحيـة (يصعب اكتشافها رادارياً).
- امتـلاك طائرات تتمتع بمرونة عاليـة وقدرة كبيـرة على المنـاورة.
- تطوير أنواع جديدة من الطائـرات قادرة على تنفيذ معظـم المهام، وذلك للتوفير في أعمال الصيانة وخزن قطع الغيار واقتناء أنواع متعددة من الطائرات.
- تطوير مجموعة متكاملة من الرادارات قادرة على تأمين مدى اكتشاف أبعد ومن دون أن تكتشف الطائرة الحاملة، بالإضافة الى السماح للطائرة بالاشتباك مع عدة أهداف بفاعلية كبرى ومن عدة أنواع (برية - بحرية - جوية).
- مجموعة من الذخائر المتنوعة القادرة على إصابة الأهداف المتنوعة وبدقة كبيرة (براً - بحراً - جواً).
- أجهزة انذار حماية الكترونية للطائرات من مختلف التهديدات الجوية والبرية (صواريخ جو - جو، جو - أرض).
- أنظمة معلوماتية تساهم في تخفيف الأعباء والضغوط النفسية والجسدية عن الطيار لقيادة طائرته في ظروف الحرب الحديثة.
- العمل بشكل مترابط مع طائرات القيادة والاتصال والسيطرة والانذار المبكر.
- تزويد الطائرات بالقدرة على تبادل المعلومات في ما بينها حول الأهداف المنوي الاشتباك معها.
- القدرة على التزود بالوقود جواً.
- تشكيل تجمعات دولية لتطوير أنواع جديدة من الطائرات لخفض التكلفة والاستفادة القصوى من الخبرات.التكنولوجيـا الحديثـة المجـالات العسـكرية
- زيادة المدى العملاني للطائرات من خلال تطوير محركات جديدة اقتصادية وذات قدرة أكبر.
- تطوير وسائل قيادة الطائرة عبر استخدام الألياف الضوئية بدلاً من الوصلات الكهربائية والميكانيكية، واستخدام الصوت لاعطاء الأوامر والتسديد بالخوذة عبر تحريك الرأس.
- تطوير مجموعة جديدة من طائرات النقل الاستراتيجي والتكتي تتمتع بقدرة أكبر على الحمل ولمدى أبعد.
- تطوير مجموعة جديدة من طائرات السيطرة والانذار المبكر (الجوي والبحري والبري).
- تطوير مجموعة جديدة من طائرة التزويد بالوقود جواً.
- تطوير أنظمة الكترونية وبرامج معلوماتية لتحديث ما هو موجود في الطائرات حالياً.
- تطوير سلسلة كاملة من الطائرات من دون طيار (تكتية - عملانية - استراتيجية) ذات أهداف متنوعة (استطلاع تصوير - ضرب أهداف - تشويش...).
المنظومة البحرية:
جيل جديد من الغوّاصات النووية
وسفن أشبه بترسانات متنقلة

يبقى اقتنـاء القوة البحرية وحجمها رهنـاً بموقـع البلـد الجغـرافي (وجود حدود بحرية له - حجم هذه الحدود) واهتماماته الاقليمية والدولية.
فللـولايات المتحدة الأميركيـة أسبابها التي تدفعها الى اقتناء الأساطيـل الضخمة بهـدف الدفاع عن مصالحها الحيوية في العالم، بينما يقتصر اهتمام دول أخرى بالحفاظ على مياهها الاقليمية وثرواتها المائية (نفط - ثروة سمكية...).التكنولوجيـا الحديثـة المجـالات العسـكرية
ويجب التمييز بين القوات البحرية في الدول العظمى (الولايات المتحدة - روسيا - فرنسا - بريطانيا...) وبين هذه القوات في باقي دول العالم.
فالأولى تعمل على:
- تطوير ما هو موجود من حاملات الطائرات وتطوير حاملات جديدة أصغر وبتكلفة أقل.
- السعي الى تطوير جيل جديد من الغواصات النووية تؤمن تفوّقاً كبيراً للدول الكبرى، والمعلومات المتوافرة في هذا الميدان عن الأسلحة والتجهيزات قليلة جداً.
- السعي الى امتلاك شبكة اتصال قيادة وامرة وسيطرة بحرية تغطي معظم الكرة الأرضية.
- تطوير سفن قتالية ذات قابلية عالية للبقاء، ويمكن أن تعمل منفردة أو ضمن مجموعات حاملات طائرات، وتشكل ترسانات متنقلة في البحار والمحيطات.
- مجمــوعة متكاملـة مـن الأنظمـة الالكترونيـة / أسلحـة لتأمـين التفـوق.التكنولوجيـا الحديثـة المجـالات العسـكرية
أما باقي دول العالم فتسعى الى تطوير وامتلاك سفن أقل امكانية نظراً إلى ارتفاع ثمن السفن المذكورة سابقاً، وعدم حاجة هذه الدول إليها. لذلك، تتركز اهتمامات هذه الدول حول:
- امتلاك غواصات تقليدية تعمل على الديزل وقادرة على تحليل المياه مستغلة التقنيات الجديدة لإطالة أمد بقاء الغواصة في عمق المياه، مع التقليل من البصمـة الكهراطيسية لهذه الغواصات من خلال تصاميم جديدة للهياكل ومراوح الدفع والمواد التي تصنع وتطلى بها.
- سفن حاملة من هياكل ذات هندسة قابلة للبقاء في عرض البحر وقادرة على حمل تشكيلات كبيرة ومتنوعة من التجهيزات والأسلحة، لإتمام المهام المطلوبة منها (أسلحة سطح سطح - سطح جو - طوربيدات - طوافة أو أكثر - دفاعات مضادة للصواريخ - أنظمة للحرب الالكترونية). هذه السفن تختلف أحجامها بحسب حاجة الدول إلى إبقائها لفترات أطول في عرض البحر.
- ايلاء الطوافات البحرية دوراً حيوياً في الحرب البحرية (حرب الكترونية - رصد وانذار مبكر - مكافحة الغواصات - حرب السفن - انقاذ - اخلاء - نقل...).
تطبيقات مختلفة للتكنولوجيا
في الميادين العسكرية

الخفاء:
هذه الميزة باتت مطلوبة في المنظومات البرية والبحرية والجوية، ونعني بها كافة الاجراءات المادية والالكترونية المتخذة لخفض امكانية اكتشاف العتاد الحربي (سفينة - دبابات - طائرة - غواصة...) ويشمل ذلك:
- التصاميم الهندسية (الأشكال التي تعكس بأقل نسبة ممكنة نبضات الرادار أو السونار).
- المواد التي تصنع منها أجسام الأعتدة (تمتص قسماً كبيراً من النبضة).
- المواد التي تطلى بها المعدات (تمتص قسماً كبيراً من النبضة).
- خفض البصمة الحرارية (تبديد حرارة المحركات...).
- تصميم مراوح الدفع في السفن والغواصات والطوافات بحيث تخلق أقل قدر من الضوضاء.
استخدام المعلوماتية:
من أبرز مميزات الحرب الحديثة استخدام المعلوماتية ونعني بها عمليات تحويل المعلومات عبر الأثير من خلال هرم القيادة بسرعة كبيرة، حيث يتم جمعها وتحليلها وتقييمها بصورة فورية ليعاد توزيعها على كافة الوحدات المستفيدة وأيضاً بصورة فورية، تمكّن القائد والوحدات المرؤوسة من الاستفادة من كافة المعلومات المتوافرة في اللحظات ذاتها، ويعتمد في ذلك على منظومة معقدة (أقمار اصطناعية - رادارات محمولة براً وبحراً وجواً وتصوير جوّي وطائرات من دون طيار وحتى تقارير الوحدات التكتية) ترسل بصورة متواصلة سيل معلومات، فتتولى باللحظة نفسها مراكز التحليل (مجموعة كبيرة من الحواسب الالكترونية) معالجتها وفقاً لبرامج متطورة، وتعيد توزيعها على الوحدات المرؤوسة لاستغلالها.
نظم المشبهات الحديثة:
هي كذلك من أبرز سمات التدريب في الجيوش الحديثة. فقد بات القسم الأكبر من التدريب يجري على المشبهات والتي باتت تعطي المتدرب والمدرب فرصاً لتطبيق كافة السيناريوات الممكن ملاقاتها في ميدان المعركة (براً - بحراً - جواً) وردات الفعل عليها، بتكلفة زهيدة ومن دون استهلاك العتاد أو تعريض الأطقم المتدربة للخطر، كل ذلك بظروف أقرب ما تكون الى الواقعية.
التحديث:
الحديث في هذا المجال ينطبق على كافة فروع القوات المسلحة، فالميزانية العسكرية لغالبية دول العالم في تقلّص مستمر، وأسعار العتاد الحديث في ارتفاع متواصل. لذلك، تولي الصناعة العسكرية اهتماماً كبيراً بميدان التحديث وتقدّم للزبون مجموعة متنوعة من الحلول العملية والاقتصادية التي تسمح له بزيادة فعالية اعتدته (البرية والبحرية والجوية) بتكلفة اقتصادية مقبولة.
فبالنسبة إلى الدبابات مثلاً، يمكن تركيب أبراج جديدة بالكامل أو تغيير السلاح الرئيسي للبرج وأجهزة الاتصال والتسديد والمراقبة وقياس المدى، مما يرفع مستوى الدبابة القتالي بشكل ملحوظ وكذلك يمكن استبدال المحرّك.
وما ينطبق على الدبابات ينطبق على مختلف الآليات المدرعة. بالنسبة للطائرات والطوافات يطال التحديث بشكل عام: المحرك، الرادارات، أجهزة التسديد، لوحات العرض، وبرامج الكمبيوتر والمعلوماتية. إضافة الى تعديل الطائرات أو التكنولوجيـا الحديثـة المجـالات العسـكرية الطوافة لتتمكن من استعمال أسلحة أحدث من تلك التي كانت معدة لاستعمالها.
بالنسبة إلى السفن، فإمكانية التحديث أكبر بكثير نظراً إلى كبر الحجم السفن، وبالتالي يمكن أن يطال التحديث كافة أقسام السفينة، من المحركات وأنظمة التحكم والرادارات، الى أنظمة الأسلحة وادارتها، لتخرج السفينة جديدة بالكامل باستثناء هيكلها.
الصيغة الأفضل
للدفاع عن الوطن

إن حدود استعمال التكنولوجيا في الميادين العسكرية ليس محدوداً، أما العائقان الوحيدان أمام تطوير أنواع جديـدة من النظم والأسلحة، فهمـا التكلفة والحاجة، إذ إنهما يحددان الاتجاهات الجديدة للتطوير والابتكار.
لكن مـن المهـم جداً أن نعـرف أنه ليس ضرورياً دائماً اقتناء الجديد من الأسلحـة، بل اقتناء ما هـو ضـروري ومتلائـم مع حاجـات جيوشنا ومتابعة صيانة وتحديـث وتطويـر ما لدينا لمماشاة تطور الجيوش الحديثة.
كما أنـه من المهـم جداً تبنّي سياسة دفاعية واضحة تتـلاءم مع الحاجات الدفاعية، والعدو المحتمل، والامكانيات الاقتصادية المتوافرة، توصلاً الى الصيغة الأفضل للدفاع عن الوطن.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق